أعراض نقص السكر أثناء الحمل

أعراض نقص السكر عند الحامل:

يعتبر نقص السكر في الدم من المشاكل الصحية التي قد تواجهها العديد من النساء الحوامل خلال فترة الحمل. وهو يشير إلى انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي، مما قد يؤدي إلى العديد من الأعراض المزعجة والخطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع وصحيح. في هذا المقال، سنلقي الضوء على أعراض نقص السكر عند الحامل، مسبباته، طرق الوقاية والعلاج، بالإضافة إلى تأثيره المحتمل على الحمل وصحة الجنين.

ما هو نقص السكر في الدم؟

نقص السكر في الدم، أو ما يعرف بالهايبوغلايسيميا، هو حالة تحدث عندما ينخفض مستوى السكر في الدم بشكل كبير. يعد الجلوكوز المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، ويعتمد عليه الدماغ والعضلات في أداء وظائفهما الحيوية. وعندما يفتقر الجسم إلى الكمية الكافية من الجلوكوز، تظهر العديد من الأعراض التي قد تتراوح بين الخفيفة والشديدة.

أسباب نقص السكر عند الحامل

خلال فترة الحمل، تحدث العديد من التغيرات الجسدية والهرمونية التي قد تؤثر على مستوى السكر في الدم. في معظم الأحيان، تحدث حالة نقص السكر بسبب:

1. التغيرات الهرمونية:
   أثناء الحمل، تزداد مستويات بعض الهرمونات مثل الأستروجين والبروجستيرون، والتي قد تؤثر على كيفية استخدام الجسم للجلوكوز. كما قد يؤدي ارتفاع مستويات الأنسولين إلى انخفاض السكر في الدم.

2. التغيرات في النظام الغذائي:
   من المعروف أن الحوامل قد يعانين من تقلبات في الشهية أو تفضيلات غذائية معينة. إذا تم تخطي الوجبات أو تناول طعام غير متوازن، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض مستوى السكر في الدم.

3. الأنشطة البدنية الزائدة:
   في حال ممارسة تمارين رياضية مفرطة أو أي نشاط بدني مكثف دون تناول الكمية الكافية من الطعام، قد يزداد خطر نقص السكر في الدم.

4. الحمل المتعدد:
   في حالات الحمل بتوأم أو أكثر، يزداد العبء على الجسم ويصبح من الصعب التحكم في مستويات السكر في الدم بشكل طبيعي.

5. سكري الحمل:
   النساء اللواتي يعانين من سكري الحمل قد يكن عرضة أكبر للإصابة بنقص السكر في الدم، خاصة إذا كانت مستويات الأنسولين غير متوازنة أو لم يتم ضبط النظام الغذائي بشكل جيد.

6. استخدام الأدوية:
   بعض الأدوية التي قد تصرف لعلاج سكري الحمل أو حالات صحية أخرى قد تتسبب في انخفاض مستويات السكر في الدم.

أعراض نقص السكر عند الحامل

تختلف الأعراض الناتجة عن نقص السكر في الدم من امرأة لأخرى، ويمكن أن تتراوح في شدتها من خفيفة إلى شديدة. وفيما يلي الأعراض الأكثر شيوعًا التي قد تعاني منها الحامل عندما ينخفض مستوى السكر في دمها:

1. الدوار والإرهاق:
   قد تشعر الحامل بحالة من الدوار أو الإغماء المفاجئ نتيجة لانخفاض مستوى السكر في الدم. قد تشعر المرأة الحامل أيضًا بالتعب والإرهاق بشكل عام، حتى لو لم تكن قد بذلت مجهودًا كبيرًا.

2. التهيج العصبي والمزاج السيء:
   نقص السكر يمكن أن يؤدي إلى تغيرات مزاجية مفاجئة، مثل التوتر والقلق. قد تصبح الحامل أكثر عرضة للتقلبات المزاجية والشعور بالضيق أو الانزعاج.

3. الارتجاف والرجفة:
   عندما ينخفض مستوى السكر بشكل حاد، قد تشعر الحامل بهزات أو رجفة في اليدين أو الجسم بشكل عام، وهذا يعد من الأعراض المميزة لنقص السكر.

4. زيادة التعرق:
   التعرق المفرط وخاصةً في اليدين والقدمين قد يكون من الأعراض المرافقة لنقص السكر في الدم. يمكن أن يحدث هذا بسبب استجابة الجسم للإجهاد الناتج عن انخفاض مستوى الجلوكوز.

5. الشعور بالجوع الشديد:
   يمكن أن يرافق نقص السكر في الدم شعور غير طبيعي بالجوع، وهو ناتج عن حاجة الجسم إلى طاقة إضافية من الجلوكوز.

6. صعوبة في التركيز:
   من الأعراض الشائعة لنقص السكر في الدم هو صعوبة التركيز أو الشعور “بالضبابية” الذهنية. قد تواجه الحامل صعوبة في التفكير بوضوح أو إتمام المهام اليومية.

7. الغثيان والقيء:
   في بعض الحالات، يمكن أن يشعر الشخص بالغثيان وقد يصل الأمر إلى القيء إذا كان مستوى السكر منخفضًا جدًا.

8. تسارع ضربات القلب:
   من الأعراض الأخرى لنقص السكر، التي قد تكون ملحوظة بشكل سريع، تسارع في نبضات القلب والشعور بضيق التنفس.

9. الدوخة أو الإغماء:
   في حالات شديدة من نقص السكر، قد يحدث إغماء مفاجئ نتيجة لانخفاض مستوى الجلوكوز بشكل كبير.

10. عدم وضوح الرؤية:
    في بعض الحالات المتقدمة، قد تعاني الحامل من رؤية ضبابية أو عدم وضوح الرؤية بسبب تأثير نقص السكر في الدم على الأنسجة والأعصاب.

تشخيص نقص السكر عند الحامل

عند الاشتباه في نقص السكر في الدم، يجب على الحامل مراجعة الطبيب فورًا لتحديد مستوى الجلوكوز في الدم. يتم تشخيص نقص السكر من خلال اختبار مستويات الجلوكوز في الدم الذي يمكن أن يتم عن طريق:

• اختبار السكر العشوائي في الدم:
  يتم أخذ عينة من الدم في أي وقت خلال اليوم لقياس مستوى الجلوكوز في الدم. إذا كانت القراءة أقل من 70 ملغ/ديسيلتر، فإن ذلك يشير إلى نقص السكر.

• اختبار الجلوكوز الصائم:
  يتم هذا الاختبار بعد صيام الحامل لمدة 8 ساعات أو أكثر، حيث يتم قياس مستوى الجلوكوز في الدم بعد هذه الفترة.

• اختبار تحمل الجلوكوز:
  هذا الاختبار يتم في حالات السكري أو نقص السكر الحاد وهو يتضمن تناول كمية محددة من الجلوكوز وقياس مستويات السكر بعد فترة قصيرة.

علاج نقص السكر عند الحامل

في حال تم تشخيص الحامل بنقص السكر في الدم، يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل المخاطر والتعامل مع الحالة بشكل فعال:

1. الوجبات المتوازنة:
   يجب على الحامل تناول وجبات غذائية صغيرة ومتوازنة خلال اليوم، وتجنب تخطي الوجبات. كما يُنصح بتناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة، والخضروات، والبروتينات.

2. الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية:
   تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية قد يساعد على الحفاظ على مستوى السكر في الدم مستقرًا. يمكن أن تشمل هذه الوجبات المكسرات، الفواكه، أو الزبادي.

3. تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر البسيط:
   في حال حدوث انخفاض مفاجئ في مستوى السكر، يمكن تناول أطعمة تحتوي على السكر البسيط مثل العصائر الطبيعية، الحلوى أو أقراص السكر.

4. مراقبة مستوى السكر بشكل منتظم:
   يجب على الحامل مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام خاصة إذا كانت تعاني من السكري أو أي حالات صحية قد تؤثر على مستويات الجلوكوز.

5. استشارة الطبيب:
   من المهم استشارة الطبيب حول النظام الغذائي المناسب والطرق الأفضل لإدارة مستويات السكر خلال الحمل، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالعلاج المناسب في حال حدوث أي حالة طارئة.

الوقاية من نقص السكر عند الحامل

تتمثل الوقاية من نقص السكر في الدم في اتباع بعض الإرشادات التي تضمن الحفاظ على مستوى السكر ضمن المعدلات الطبيعية:

• تناول وجبات متعددة صغيرة:
  يساعد تناول الوجبات الصغيرة على مدار اليوم في الحفاظ على توازن مستويات السكر. من الأفضل أن تتضمن هذه الوجبات مزيجًا من الكربوهيدرات المعقدة، البروتينات والدهون الصحية.

• الانتباه لممارسة النشاط البدني:
  يجب على الحامل تنظيم ممارستها للنشاط البدني والتأكد من تناول الطعام المناسب قبل وبعد التمرين لتجنب نقص السكر.

• تجنب الأطعمة السريعة:
  تجنب الأطعمة السريعة والمصنعة التي قد تؤدي إلى تقلبات في مستويات السكر في الدم.

التأثير على الجنين

نقص السكر في الدم عند الحامل قد لا يؤثر فقط على صحتها ولكن أيضًا على صحة الجنين. في الحالات الشديدة، قد يتعرض الجنين لخطر انخفاض مستويات الأوكسجين في الدم، مما قد يؤثر على نموه وتطور أعضائه بشكل صحيح.